D.YouSSefيوليو 17th 2011, 12:44 am
شهر المحاسبة
ها هو شهر رمضان قد اقترب .. فنسأل الله أن يبلغنا هذا الشهر ، لما فيه من عظيم الجود و النعم ، من فتح أبواب الجنان ، و تصفيد الشياطين ، و مغفرة الذنوب ، و غيرها من النعم و المنن التي لا تحصى ، فلك الحمد يا رب كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
في رمضان يعطى السائل ويغفَر للتائب، تتّصل القلوب ببارئها، تمتلئ المساجد؛ هذا مصلٍّ، وهذا ذاكر، وآخر يتلو كتاب ربّه، كلهم يرجون الأجر والتخلّص من أوزار الذنوب.
اتقوا الله تعالى وتوبوا إليه ، واعلموا أن ربكم بفضله ومنّه قد جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه ، يستبقون فيه بطاعته، فبادروا ـ وفقكم الله ـ إلى الخيرات، وأصلحوا من أحوالكم، فالمسؤولية عظمى والمحاسبة دقيقة.
أوصى أبو ذر رضي الله عنه أصحابه يومًا فقال: ( إن سفر القيامة طويل، فخذوا ما يصلحكم، وصوموا يومًا شديد الحر لحرّ يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور، وتصدقوا بصدقة السر ليوم العسر) ، ولما قيل للأحنف بن قيس إنك شيخ كبير والصوم يضعفك قال : "إني أعدّ لسفر طويل ، والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله".
فانظروا لآثارهم وأفعالهم ، واقتدِوا بهؤلاء، واستكثروا من الطاعات والنوافل من بعد الفرائض استغلالاً لشهركم ، واسعوا في قضاء حوائج المحتاجين ، وتفقدوا أحوال المساكين ، يقول الإمام الشافعي رحمه الله : "أحبّ للصائمين الزيادة في الجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه و سلم ".
إنه شهر القرآن ، فيه تصفو القلوب ، وتزكو النفوس بالإقبال على الصلاة وقراءة آي القرآن الكريم ، من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ، بشر بقدومه رسول الله صلى الله عليه و سلم صحابته فقال : ((أتاكم رمضان شهر بركة ، يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ويحّط الخطايا ويستجيب في الدعاء ، ينظر تعالى إلى تنافسكم فيه ، ويباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيرًا ، فالشقي من حرم فيه رحمة الله)) حديثٌ رواه الطبراني وصححه الألباني.
اتقوا الله تعالى وتوبوا إليه ، واعلموا أن ربكم بفضله ومنّه قد جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه ، يستبقون فيه بطاعته ، فبادروا إلى الخيرات ، وأصلحوا من أحوالكم ، فالمسؤولية عظمى والمحاسبة دقيقة
إن من غضّ بصره عما حرم الله عليه عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خيرٌ منه ، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه ، فرأى به ما لم يره من أطلق بصره في محارم الله ، وهذا أمرٌ يحسه الإنسان من نفسه ، فإن القلب كالمرآة والذنوب كالصدأ فيها ، فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صور الحقائق كما هي ، وإذا صدأت لم تنطبع فيها صور المعلومات، فيكون علمه وكلامه من باب الخوض والظنون
فاحذروا من الوقوع فى براثن أولئك الذين يسرقون من المسلمين إنهم من اعتدى على الأمّة قبل وبعد وأثناء رمضان، فانبروا بقنواتهم الفضائية المهترئة وباسم الترفيه عن الصائمين بطرح برامج ومسلسلات لهم تتنافس فيما بينها لسرقة رمضان وجوِّه الروحي من الذين رضوا بها فشاهدوها مضيِّعين معنى الصوم الحقيقي وهو التقوى ، فمن لم يدع قول الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه.
:حب: :حب: