midomesiيوليو 24th 2011, 6:19 am
كيف أتجنب سرعة الغضب ؟
سؤال:
أنا إنسان سريع الغضب ، لا أملك نفسي عند النقاش مع جميع
من أناقشه حتى مع والديّ . أرشدني إلى الطرق والأساليب
التي أتجنب بها سرعة الغضب .
الجواب:
الحمد لله
أوجب الله بر الوالدين والإحسان إليهما بالقول والفعل ، وحرَّم
إيذاءهما بالقول والفعل ، حتى لو كان ذلك بأدنى شيء .
قال الله تعالى :
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ
عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ
لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/ 23 ، 24 .
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب ، ومعناه :
البعد الأسباب التي تؤدي إليه ، والاحتراز مما يترتب عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه
وسلم : أوصني ، قال : " لا تغضب " ، فردد مرارا ، قال :
" لا تغضب " . رواه البخاري ( 5765 ) .
والغضب للنفس ولغير الله من الأخلاق التي ينبغي على المسلم
أن يتنزه عنها ، وقد يترتب عليه ما يندم عليه صاحبه إما في
الدنيا وإما في الآخرة وإما فيهما معاً .
قال ابن مفلح الحنبلي :
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إنما يعرف الحلم ساعة
الغضب ، وكان يقول : أول الغضب جنون ، وآخره ندم ، ولا
يقوم الغضب بذلِّ الاعتذار ، وربما كان العطب ( أي الهلاك ) في
الغضب ، وقيل للشعبي : لأي شيء يكون السريع الغضب سريع
الفيئة ، ويكون بطيء الغضب بطيء الفيئة ؟ قال : لأن الغضب
كالنار فأسرعها وقوداً أسرعها خموداً .
" الآداب الشرعيَّة " ( 1 / 183 ) .
فإذا حدث للمسلم ما يغضبه فينبغي عليه أن يتذكر وصية النبي
صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب ) وكأنه يوجه الحديث له
مباشرة ، وليتذكر إيجاب الله تعالى عليه الإحسان إلى والديه
وتحريم الإيذاء لهما كأنه يسمعه منه مباشرة .
ولتسكين الغضب إذا وقع أسباب ، يمكن لمن عمل بها أن يعالج
نفسه منه ومن آثاره ، وقد ذكر الماوردي جملة طيبة منها إذ
يقول : واعلم أن لتسكين الغضب إذا هجم أسبابا يستعان بها
على الحلم منها :
1- ان يذكر الله عزوجل
فيدعوه ذلك إلى الخوف منه , ويبعثه الخوف منه على الطاعة
له , فيرجع إلى أدبه ويأخذ بندبه ، فعند ذلك يزول الغضب .
قال الله تعالى : ( واذكر ربك إذا نسيت )الكهف (آية:24)
قال عكرمة : يعني إذا غضبت ،
وقال الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ) الاعراف (آية:200)
ومعنى قوله { ينزغنك } أي : يغضبنك ,
{ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } يعني :
أنه سميع بجهل من جهل , عليم بما يذهب عنك الغضب .
وقال بعض الحكماء :
من ذكر قدرة الله لم يستعمل قدرته في ظلم عباد الله ،
وقال عبد الله بن مسلم بن محارب لهارون الرشيد :
يا أمير المؤمنين أسألك بالذي أنت بين يديه أذل مني بين يديك ,
وبالذي هو أقدر على عقابك منك على عقابي لما عفوت عني ،
فعفا عنه لما ذكَّره قدرة الله تعالى .
2. ومنها : أن ينتقل عن الحالة التي هو فيها إلى حالة غيرها ,
فيزول عنه الغضب بتغير الأحوال والتنقل من حال إلى حال .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا :
( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ
وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ )
رواه أبو داود (4782) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
3. ومنها : أن يتذكر ما يؤول إليه الغضب من الندم
والحاجة إلى الاعتذار .
قال بعض الأدباء : إياك وعزة الغضب فإنها تفضي إلى ذل العذر .
4. ومنها : أن يذكر ثواب العفو , وجزاء الصفح ,
فيقهر نفسه على الغضب رغبة في الجزاء والثواب , وحذرا
من استحقاق الذم والعقاب ، قال رجاء بن حيوة لعبد الملك
بن مروان لما تمكن من بعض أعدائه وأسرهم : إن الله قد أعطاك
ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو ، وأسمع رجلٌ
عمرَ بن عبد العزيز كلاماً يكرهه ، فقال عمر : أردت أن يستفزني
الشيطان لعزة السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا
( يعني : يوم القيامة ) انصرف رحمك الله .
5. ومنها : أن يذكر انعطاف القلوب عليه , وميل النفوس إليه ,
فلا يضيّع ذلك بالغضب فيتغيّر الناس عنه وليعلم أنه لن يزداد
بالعفو إلا عزاً ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا ) رواه مسلم (2588) ،
وقال بعض البلغاء : ليس من عادة الكرام سرعة الانتقام ,
ولا من شروط الكرم إزالة النعم .
موقع اسلام سؤال و جواب
كيف أتجنب سرعة الغضب ؟
سؤال:
أنا إنسان سريع الغضب ، لا أملك نفسي عند النقاش مع جميع
من أناقشه حتى مع والديّ . أرشدني إلى الطرق والأساليب
التي أتجنب بها سرعة الغضب .
الجواب:
الحمد لله
أوجب الله بر الوالدين والإحسان إليهما بالقول والفعل ، وحرَّم
إيذاءهما بالقول والفعل ، حتى لو كان ذلك بأدنى شيء .
قال الله تعالى :
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ
عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ
لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/ 23 ، 24 .
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب ، ومعناه :
البعد الأسباب التي تؤدي إليه ، والاحتراز مما يترتب عليه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه
وسلم : أوصني ، قال : " لا تغضب " ، فردد مرارا ، قال :
" لا تغضب " . رواه البخاري ( 5765 ) .
والغضب للنفس ولغير الله من الأخلاق التي ينبغي على المسلم
أن يتنزه عنها ، وقد يترتب عليه ما يندم عليه صاحبه إما في
الدنيا وإما في الآخرة وإما فيهما معاً .
قال ابن مفلح الحنبلي :
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إنما يعرف الحلم ساعة
الغضب ، وكان يقول : أول الغضب جنون ، وآخره ندم ، ولا
يقوم الغضب بذلِّ الاعتذار ، وربما كان العطب ( أي الهلاك ) في
الغضب ، وقيل للشعبي : لأي شيء يكون السريع الغضب سريع
الفيئة ، ويكون بطيء الغضب بطيء الفيئة ؟ قال : لأن الغضب
كالنار فأسرعها وقوداً أسرعها خموداً .
" الآداب الشرعيَّة " ( 1 / 183 ) .
فإذا حدث للمسلم ما يغضبه فينبغي عليه أن يتذكر وصية النبي
صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب ) وكأنه يوجه الحديث له
مباشرة ، وليتذكر إيجاب الله تعالى عليه الإحسان إلى والديه
وتحريم الإيذاء لهما كأنه يسمعه منه مباشرة .
ولتسكين الغضب إذا وقع أسباب ، يمكن لمن عمل بها أن يعالج
نفسه منه ومن آثاره ، وقد ذكر الماوردي جملة طيبة منها إذ
يقول : واعلم أن لتسكين الغضب إذا هجم أسبابا يستعان بها
على الحلم منها :
1- ان يذكر الله عزوجل
فيدعوه ذلك إلى الخوف منه , ويبعثه الخوف منه على الطاعة
له , فيرجع إلى أدبه ويأخذ بندبه ، فعند ذلك يزول الغضب .
قال الله تعالى : ( واذكر ربك إذا نسيت )الكهف (آية:24)
قال عكرمة : يعني إذا غضبت ،
وقال الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ) الاعراف (آية:200)
ومعنى قوله { ينزغنك } أي : يغضبنك ,
{ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } يعني :
أنه سميع بجهل من جهل , عليم بما يذهب عنك الغضب .
وقال بعض الحكماء :
من ذكر قدرة الله لم يستعمل قدرته في ظلم عباد الله ،
وقال عبد الله بن مسلم بن محارب لهارون الرشيد :
يا أمير المؤمنين أسألك بالذي أنت بين يديه أذل مني بين يديك ,
وبالذي هو أقدر على عقابك منك على عقابي لما عفوت عني ،
فعفا عنه لما ذكَّره قدرة الله تعالى .
2. ومنها : أن ينتقل عن الحالة التي هو فيها إلى حالة غيرها ,
فيزول عنه الغضب بتغير الأحوال والتنقل من حال إلى حال .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا :
( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ
وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ )
رواه أبو داود (4782) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
3. ومنها : أن يتذكر ما يؤول إليه الغضب من الندم
والحاجة إلى الاعتذار .
قال بعض الأدباء : إياك وعزة الغضب فإنها تفضي إلى ذل العذر .
4. ومنها : أن يذكر ثواب العفو , وجزاء الصفح ,
فيقهر نفسه على الغضب رغبة في الجزاء والثواب , وحذرا
من استحقاق الذم والعقاب ، قال رجاء بن حيوة لعبد الملك
بن مروان لما تمكن من بعض أعدائه وأسرهم : إن الله قد أعطاك
ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو ، وأسمع رجلٌ
عمرَ بن عبد العزيز كلاماً يكرهه ، فقال عمر : أردت أن يستفزني
الشيطان لعزة السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غدا
( يعني : يوم القيامة ) انصرف رحمك الله .
5. ومنها : أن يذكر انعطاف القلوب عليه , وميل النفوس إليه ,
فلا يضيّع ذلك بالغضب فيتغيّر الناس عنه وليعلم أنه لن يزداد
بالعفو إلا عزاً ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا ) رواه مسلم (2588) ،
وقال بعض البلغاء : ليس من عادة الكرام سرعة الانتقام ,
ولا من شروط الكرم إزالة النعم .
موقع اسلام سؤال و جواب