alyaa amrمايو 4th 2011, 3:48 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع معاً ما بدأناه
الباب الأول:
الفصل الأول:
المبحث الخامس:
فضل علم التوحيد
......................
إذا كانت العلوم الشرعية كلها فاضلة لتعلقها بالوحي المطهر؛
فإن علم التوحيد في الذروة من هذا الفضل العميم،حيث حاز الشرف الكامل
دون غيره من العلوم،وذلك يظهر بالنظر إلى جهات ثلاث:
موضوعه، ومعلومه، والحاجة إليه.
فضله من جهة موضوعه:
من المتقرر أن المتعلق يشرف بشرف المتعلق،
فالتوحيد يتعلق بأشرف ذات،وأكمل موصوف،بالله الحي القيوم،المتفرد
بصفات الجلال والجمال والكمال،ونعوت الكبرياء والعزة؛
لذا كان علم التوحيد أشرف العلوم موضوعا ومعلوما،وكيف لا يكون كذلك
وموضوعه رب العالمين،وصفوة خلق الله أجمعين،ومآل العباد إما إلى جحيم
أو إلى نعيم،ولأجل هذا سماه بعض السلف الفقه الأكبر.
وتحقيق التوحيد هو أشرف الأعمال مطلقاً...
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم:أي العمل أفضل؟ فقال:"إيمان بالله ورسوله".
رواه البخارى(1519)،ومسلم(83).من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.
وهو موضوع دعوة رسل الله أجمعين،
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:وجميع الرسل إنما دعوا إلى
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
[الفاتحة:5]،
فإنهم كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته من أولهم إلى آخرهم،
فقال نوح لقومه:
{اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
[الأعراف:59]
وكذلك قال هود وصالح وشعيب وإبراهيم، قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}
[النحل:36] .
(التنبيهات السنية على شرح الواسطية لعبد العزيز الرشيد ص33).
والله سبحانه وتعالى إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لأجل إقامة
التوحيد بين العبيد،
قال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}
[النحل:36]
وله خلق الجن والإنس،
قال تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}
[الذاريات:56]
أي:يوحدون..،فأهم ما على العبد معرفته هو التوحيد،
وذلك قبل معرفة العبادات كلها حتى الصلاة.
فضله من جهة معلومه:
إن معلوم علم التوحيد هو مراد الله الشرعي،الدال عليه وحيه وكلامه الجامع
للعقائد الحقة،كالأحكام الإعتقادية المتعلقة بالإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه
ورسله، واليوم الآخر والبعث بعد الموت.
ومراد الله تعالى يجمع أموراً ثلاثة،وتترتب عليه أمور ثلاثة،
فهو يجمع أن الله تعالى أراده وأحبه فأمر به،
ويترتب على كونه أمر به أن يثيب فاعله،ويعاقب تاركه،وأن ينهي عن مخالفته،
لأن الأمر بالشيء نهي عن ضده،فالأمر بالتوحيد نهي عن الشرك ولابد.
قال تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}
[المائدة:3]،
قال عمر رضي الله عنه:"قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على
النبي،وهو قائم بعرفة يوم جمعة".
رواه البخارى(45)،ومسلم(3017).من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
فاجتمع لدى نزولها ثلاثة مناسبات لا تجتمع بعد ذلك أبداً:
عيد وعيد وعيد صرن مجتمعة وجه الحبيب ويوم العيد والجمعة
فنزلت في عيد المسلمين الأسبوعي،وهو يوم الجمعة،الذي وافق عيد الحجاج،
وهو يوم عرفة،وهو اليوم الذي حضره النبي صلى الله عليه وسلم مع أمته حاجاً،واجتمع بهم اجتماعه الأكبر والأخير.
ومعلوم علم التوحيد هو الأحكام الاعتقادية المكتسبة من الأدلة المرضية،
من كتاب ناطق وسنة ماضية.
وقطب رحى القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته في تقرير معلوم التوحيد.
يقول الشيخ صديق حسن خان رحمه الله:اعلم أن فاتحة الكتاب العزيز التي يكررها
كل مسلم في كل صلاة مرات،ويفتتح بها التالي لكتاب الله والمتعلم له،فيها الإرشاد
إلى إخلاص التوحيد في ثلاثين موضعاً.
(الدين الخالص للشيخ صديق حسن خان 9/1).
والتوحيد هو فاتحة القرآن العظيم وهو خاتمته،
فهو فاتحة القرآن كما في أول سورة الفاتحة:
{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]،
وهو في خاتمة القرآن العظيم:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس:1].
(حكم الإنتماء للشيخ بكر أبو زيد -ص58).
فالقرآن من فاتحته إلى خاتمته في تقرير التوحيد بأنواعه،أو في بيان حقوق التوحيد ومقتضياته ومكملاته،أو في البشارة بعاقبة الموحدين في الدنيا والآخرة،أو في النذارة بعقوبة المشركين والمعاندين في الدارين،ثم إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته في بيان القرآن بيانا عمليا تحققت فيها معاني التوحيد، وحسمت فيه مواد الشرك على الوجه الأتم الأكمل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق هذا التوحيد لأمته ويحسم عنهم مواد الشرك،إذ هذا تحقيق قولنا:لا إله إلا الله،فإن الإله
هو الذي تألهه القلوب لكمال المحبة والتعظيم،والإجلال والإكرام،والرجاء والخوف.(مجموع الفتاوى ص136/1).
فضله من جهة الحاجة إليه:
وأما فضل علم التوحيد باعتبار الحاجة إليه،
فيظهر ذلك بالنظر إلى جملة أمور،
منها:
أن الله تعالى طلبه،
وأمر به كل مكلف،
وأثنى على أهله،
ومدح من توسل به إليه،
ووعدهم أجراً عظيماً.
قال تعالى:
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}
[محمد:19]،
وقال عز من قائل:
{وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}
[البينة:5].
وقال سبحانه وتعالى:
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا}
[البقرة:136].
وقال سبحانه:
{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى}
[الرعد:19].
وقال عز وجل:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}
[المؤمنون: 1]،
وقال تقدست أسماؤه:
{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ}
إلى قوله:
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ}
[آل عمران:193–195].
وقال عز وجل:
{وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}
[النساء:146].
ومنها أن عقيدة التوحيد هي الحق الذي أرسلت من أجله جميع الرسل.
قال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}
[النحل:36].
وقال سبحانه:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
[الأنبياء:25].
وهي حق الله على عباده كما في حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال:"حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا".
رواه البخارى(6267)،ومسلم(30).من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه.
وهي ملة أبينا إبراهيم عليه السلام التي أمرنا الله باتباعها،
قال تعالى:
{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
[النحل:123]،
وهي أيضاً دعوته عليه السلام،قال تعالى على لسانه:
{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}
[إبراهيم:35].
ومنها أن الله تعالى جعل الإيمان شرطا لقبول العمل الصالح وانتفاع العبد
به في الدنيا والآخرة.
قال تعالى:
{فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}
[الأنبياء:94].
وقال سبحانه:
{وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا}
[الإسراء:19].
فإذا جاء العبد بغير الإيمان فقد خسر جميع عمله الصالح،
قال تعالى:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
[الزمر:65].
ومنها أن سعادة البشرية في الدنيا متوقفة على علم التوحيد، فحاجة العبد إليه
فوق كل حاجة، وضرورته إليه فوق كل ضرورة، فلا راحة ولا طمأنينة ولا
سعادة إلا بأن يعرف العبد ربه بأسمائه وصفاته وأفعاله من جهة صحيحة،
صادقة ناصحة،وهي جهة الوحي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:حاجة العبد إلى الرسالة أعظم بكثير من
حاجة المريض إلى الطب، فإن آخر ما يقدر بعدم الطبيب موت الأبدان،وأما إذا لم يحصل للعبد نور الرسالة وحياتها،مات قلبه موتا لا ترجى الحياة معه أبدا،أو شقي شقاوة لا سعادة معها أبدا.(مجموع الفتاوى 96/19-97).
ولهذا سمى الله تعالى غير الموحد ميتا حقيقة،
قال تعالى:
{فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَمَا أَنتَ
بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُون}
[الروم:52-53].
فمقابلة الموتى بالسامعين تدل على أن الموتى هم المشركون والكافرون،
وهذا تفسير جمهور السلف.
انظر(تفسير القرطبى 12/10)،و(تفسير القرطبى 232/13).
وقيل المراد بالموتى:موتى الأبدان،
فنفي السماع يعني نفي الاهتداء،فكما قيل إن الميت يسمع ولا يمتثل،فهؤلاء الأحياء
من الكفار حين يسمعون القرآن كالموتى حقيقة حين يسمعون فلا يمتثلون ولا ينتفعون.
ومما يشهد لهذين المعنيين أن الله تعالى سمى ما أنزله على رسوله صلى الله عليه
وسلم روحا لتوقف الحياة الحقيقية عليه،وسماه نورا لتوقف الهداية عليه،
وسماه شفاء لأنه دواء للنفوس من عللها.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:والرسالة روح العالم ونوره وحياته،فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور،والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة، فكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها،فهو في
ظلمة وهو من الأموات.
قال تعالى:
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي
الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا}[الأنعام: 122]،
فهذا وصف المؤمن كان ميتا في ظلمة الجهل،فأحياه الله بروح الرسالة ونورالإيمان، وجعل له نورا يمشي به في الناس،وأما الكافر فميت القلب في الظلمات.
وسمى الله تعالى الرسالة روحا،والروح إذا عدمت فقد فقدت الحياة،
قال الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ
وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا}
[سورة الشورى:52] (مجموع الفتاوى 93/19-94).
المصدر:علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة بمحمد يسرى-ص179
ومن أعظم فضائله:
أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها،
وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد،
فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
ومن فضائله:
أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات،
فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه،ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي،لما يخشى من سخطه
وعقابه.
ومنها:
أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه،
وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
ومنها:
أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام.
فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان،يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح
ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة.
ومن أعظم فضائله:
أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم،
وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي.ويكون مع ذلك متألها متعبدا لله،لا يرجو
سواه ولا يخشى إلا إياه، ولا ينيب إلا إليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.
ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء:
أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام،فإنه يصير
القليل من عمله كثيرا،وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب،
ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السماوات والأرض
وعمارها من جميع خلق الله، كما في حديث أبي سعيد المذكور في الترجمة،
وفي حديث البطاقة التي فيها لا إله إلا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب،كل سجل يبلغ مد البصر،وذلك لكمال إخلاص قائلها،
وكم ممن يقولها لا تبلغ هذا المبلغ؛ لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد والإخلاص
الكامل مثل ولا قريب مما قام بقلب هذا العبد.
ومن فضائل التوحيد:
أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا،والعز والشرف وحصول الهداية
والتيسير لليسرى وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال.
ومنها:
أن الله يدفع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة،
ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره،
وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله أعلم.
نتابع معاً ما بدأناه
الباب الأول:
الفصل الأول:
المبحث الخامس:
فضل علم التوحيد
......................
إذا كانت العلوم الشرعية كلها فاضلة لتعلقها بالوحي المطهر؛
فإن علم التوحيد في الذروة من هذا الفضل العميم،حيث حاز الشرف الكامل
دون غيره من العلوم،وذلك يظهر بالنظر إلى جهات ثلاث:
موضوعه، ومعلومه، والحاجة إليه.
فضله من جهة موضوعه:
من المتقرر أن المتعلق يشرف بشرف المتعلق،
فالتوحيد يتعلق بأشرف ذات،وأكمل موصوف،بالله الحي القيوم،المتفرد
بصفات الجلال والجمال والكمال،ونعوت الكبرياء والعزة؛
لذا كان علم التوحيد أشرف العلوم موضوعا ومعلوما،وكيف لا يكون كذلك
وموضوعه رب العالمين،وصفوة خلق الله أجمعين،ومآل العباد إما إلى جحيم
أو إلى نعيم،ولأجل هذا سماه بعض السلف الفقه الأكبر.
وتحقيق التوحيد هو أشرف الأعمال مطلقاً...
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم:أي العمل أفضل؟ فقال:"إيمان بالله ورسوله".
رواه البخارى(1519)،ومسلم(83).من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.
وهو موضوع دعوة رسل الله أجمعين،
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:وجميع الرسل إنما دعوا إلى
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
[الفاتحة:5]،
فإنهم كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته من أولهم إلى آخرهم،
فقال نوح لقومه:
{اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}
[الأعراف:59]
وكذلك قال هود وصالح وشعيب وإبراهيم، قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}
[النحل:36] .
(التنبيهات السنية على شرح الواسطية لعبد العزيز الرشيد ص33).
والله سبحانه وتعالى إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لأجل إقامة
التوحيد بين العبيد،
قال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}
[النحل:36]
وله خلق الجن والإنس،
قال تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}
[الذاريات:56]
أي:يوحدون..،فأهم ما على العبد معرفته هو التوحيد،
وذلك قبل معرفة العبادات كلها حتى الصلاة.
فضله من جهة معلومه:
إن معلوم علم التوحيد هو مراد الله الشرعي،الدال عليه وحيه وكلامه الجامع
للعقائد الحقة،كالأحكام الإعتقادية المتعلقة بالإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه
ورسله، واليوم الآخر والبعث بعد الموت.
ومراد الله تعالى يجمع أموراً ثلاثة،وتترتب عليه أمور ثلاثة،
فهو يجمع أن الله تعالى أراده وأحبه فأمر به،
ويترتب على كونه أمر به أن يثيب فاعله،ويعاقب تاركه،وأن ينهي عن مخالفته،
لأن الأمر بالشيء نهي عن ضده،فالأمر بالتوحيد نهي عن الشرك ولابد.
قال تعالى:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}
[المائدة:3]،
قال عمر رضي الله عنه:"قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على
النبي،وهو قائم بعرفة يوم جمعة".
رواه البخارى(45)،ومسلم(3017).من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
فاجتمع لدى نزولها ثلاثة مناسبات لا تجتمع بعد ذلك أبداً:
عيد وعيد وعيد صرن مجتمعة وجه الحبيب ويوم العيد والجمعة
فنزلت في عيد المسلمين الأسبوعي،وهو يوم الجمعة،الذي وافق عيد الحجاج،
وهو يوم عرفة،وهو اليوم الذي حضره النبي صلى الله عليه وسلم مع أمته حاجاً،واجتمع بهم اجتماعه الأكبر والأخير.
ومعلوم علم التوحيد هو الأحكام الاعتقادية المكتسبة من الأدلة المرضية،
من كتاب ناطق وسنة ماضية.
وقطب رحى القرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته في تقرير معلوم التوحيد.
يقول الشيخ صديق حسن خان رحمه الله:اعلم أن فاتحة الكتاب العزيز التي يكررها
كل مسلم في كل صلاة مرات،ويفتتح بها التالي لكتاب الله والمتعلم له،فيها الإرشاد
إلى إخلاص التوحيد في ثلاثين موضعاً.
(الدين الخالص للشيخ صديق حسن خان 9/1).
والتوحيد هو فاتحة القرآن العظيم وهو خاتمته،
فهو فاتحة القرآن كما في أول سورة الفاتحة:
{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]،
وهو في خاتمة القرآن العظيم:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس:1].
(حكم الإنتماء للشيخ بكر أبو زيد -ص58).
فالقرآن من فاتحته إلى خاتمته في تقرير التوحيد بأنواعه،أو في بيان حقوق التوحيد ومقتضياته ومكملاته،أو في البشارة بعاقبة الموحدين في الدنيا والآخرة،أو في النذارة بعقوبة المشركين والمعاندين في الدارين،ثم إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته في بيان القرآن بيانا عمليا تحققت فيها معاني التوحيد، وحسمت فيه مواد الشرك على الوجه الأتم الأكمل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق هذا التوحيد لأمته ويحسم عنهم مواد الشرك،إذ هذا تحقيق قولنا:لا إله إلا الله،فإن الإله
هو الذي تألهه القلوب لكمال المحبة والتعظيم،والإجلال والإكرام،والرجاء والخوف.(مجموع الفتاوى ص136/1).
فضله من جهة الحاجة إليه:
وأما فضل علم التوحيد باعتبار الحاجة إليه،
فيظهر ذلك بالنظر إلى جملة أمور،
منها:
أن الله تعالى طلبه،
وأمر به كل مكلف،
وأثنى على أهله،
ومدح من توسل به إليه،
ووعدهم أجراً عظيماً.
قال تعالى:
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ}
[محمد:19]،
وقال عز من قائل:
{وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}
[البينة:5].
وقال سبحانه وتعالى:
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا}
[البقرة:136].
وقال سبحانه:
{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى}
[الرعد:19].
وقال عز وجل:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}
[المؤمنون: 1]،
وقال تقدست أسماؤه:
{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ}
إلى قوله:
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ}
[آل عمران:193–195].
وقال عز وجل:
{وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}
[النساء:146].
ومنها أن عقيدة التوحيد هي الحق الذي أرسلت من أجله جميع الرسل.
قال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}
[النحل:36].
وقال سبحانه:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
[الأنبياء:25].
وهي حق الله على عباده كما في حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال:"حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا".
رواه البخارى(6267)،ومسلم(30).من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه.
وهي ملة أبينا إبراهيم عليه السلام التي أمرنا الله باتباعها،
قال تعالى:
{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
[النحل:123]،
وهي أيضاً دعوته عليه السلام،قال تعالى على لسانه:
{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}
[إبراهيم:35].
ومنها أن الله تعالى جعل الإيمان شرطا لقبول العمل الصالح وانتفاع العبد
به في الدنيا والآخرة.
قال تعالى:
{فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}
[الأنبياء:94].
وقال سبحانه:
{وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا}
[الإسراء:19].
فإذا جاء العبد بغير الإيمان فقد خسر جميع عمله الصالح،
قال تعالى:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
[الزمر:65].
ومنها أن سعادة البشرية في الدنيا متوقفة على علم التوحيد، فحاجة العبد إليه
فوق كل حاجة، وضرورته إليه فوق كل ضرورة، فلا راحة ولا طمأنينة ولا
سعادة إلا بأن يعرف العبد ربه بأسمائه وصفاته وأفعاله من جهة صحيحة،
صادقة ناصحة،وهي جهة الوحي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:حاجة العبد إلى الرسالة أعظم بكثير من
حاجة المريض إلى الطب، فإن آخر ما يقدر بعدم الطبيب موت الأبدان،وأما إذا لم يحصل للعبد نور الرسالة وحياتها،مات قلبه موتا لا ترجى الحياة معه أبدا،أو شقي شقاوة لا سعادة معها أبدا.(مجموع الفتاوى 96/19-97).
ولهذا سمى الله تعالى غير الموحد ميتا حقيقة،
قال تعالى:
{فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَمَا أَنتَ
بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُون}
[الروم:52-53].
فمقابلة الموتى بالسامعين تدل على أن الموتى هم المشركون والكافرون،
وهذا تفسير جمهور السلف.
انظر(تفسير القرطبى 12/10)،و(تفسير القرطبى 232/13).
وقيل المراد بالموتى:موتى الأبدان،
فنفي السماع يعني نفي الاهتداء،فكما قيل إن الميت يسمع ولا يمتثل،فهؤلاء الأحياء
من الكفار حين يسمعون القرآن كالموتى حقيقة حين يسمعون فلا يمتثلون ولا ينتفعون.
ومما يشهد لهذين المعنيين أن الله تعالى سمى ما أنزله على رسوله صلى الله عليه
وسلم روحا لتوقف الحياة الحقيقية عليه،وسماه نورا لتوقف الهداية عليه،
وسماه شفاء لأنه دواء للنفوس من عللها.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:والرسالة روح العالم ونوره وحياته،فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور،والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة، فكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة ويناله من حياتها وروحها،فهو في
ظلمة وهو من الأموات.
قال تعالى:
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي
الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا}[الأنعام: 122]،
فهذا وصف المؤمن كان ميتا في ظلمة الجهل،فأحياه الله بروح الرسالة ونورالإيمان، وجعل له نورا يمشي به في الناس،وأما الكافر فميت القلب في الظلمات.
وسمى الله تعالى الرسالة روحا،والروح إذا عدمت فقد فقدت الحياة،
قال الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ
وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا}
[سورة الشورى:52] (مجموع الفتاوى 93/19-94).
المصدر:علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة بمحمد يسرى-ص179
ومن أعظم فضائله:
أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها،
وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد،
فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
ومن فضائله:
أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات،
فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه،ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي،لما يخشى من سخطه
وعقابه.
ومنها:
أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه،
وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
ومنها:
أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام.
فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان،يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح
ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة.
ومن أعظم فضائله:
أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم،
وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي.ويكون مع ذلك متألها متعبدا لله،لا يرجو
سواه ولا يخشى إلا إياه، ولا ينيب إلا إليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.
ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء:
أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام،فإنه يصير
القليل من عمله كثيرا،وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب،
ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السماوات والأرض
وعمارها من جميع خلق الله، كما في حديث أبي سعيد المذكور في الترجمة،
وفي حديث البطاقة التي فيها لا إله إلا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب،كل سجل يبلغ مد البصر،وذلك لكمال إخلاص قائلها،
وكم ممن يقولها لا تبلغ هذا المبلغ؛ لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد والإخلاص
الكامل مثل ولا قريب مما قام بقلب هذا العبد.
ومن فضائل التوحيد:
أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا،والعز والشرف وحصول الهداية
والتيسير لليسرى وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال.
ومنها:
أن الله يدفع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة،
ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره،
وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله أعلم.