Ỷðŭţήيوليو 29th 2011, 9:09 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فاطر السموات والأرض العليم الخبير له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
والصلاة على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد..
حكيمٌ الله في تدبيره ، خبيرٌ بأفعال عباده ، سميع بصير لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء..
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى بن إسحاق أنبأنا أبان بن يزيد
وحدثنا عفان قال: أنبأنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام
عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان قال عفان: وسبحان الله والله
أكبر ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء قال عفان: وسبحان
الله والله أكبر ولا إله إلا الله وقال عفان: ما بين السموات والأرض
والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة عليك أو لك كل الناس
يغدو فبائع نفسه فموبقها أو معتقها.
رواه الإمام أحمد
استغفار الله الواحد القهار
شرع الله الاستغفار لأنَّ العبدَ كُلُّه ذنوب ، من أوَّلِهِ إلى آخره فمنذ
قليلٍ كنت في لهوٍ وبعده لابُد من غفلة ولابُد من غيبة ونميمة وكذب
واستهزاء بالناس ، وعبوس في وجه أحدهم ، وازدراء ، وقد تلجأ إلى كبيرة
كالسرقة والزنا والقتل والعياذ بالله وغيرها.
قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً(10)
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً(12)
سورة نوح.
استغفروا الله من ذنوبكم يغفر لكم ويرسل عليكم الامطار الغزيرة ويُنبت لكم
الأشجار والثمار ، ويمدِدكُم بأموالٍ ويزدها ويُبارِك فيها ويُوَرِّثُكم
الأولاد والبنات الذين تتمنون ، وكُلُّ هذا بالاستغفار فالَكُم تُعرضون عن
العزيز الغفَّار ؟
قال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَ
هاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً(68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ
مُهَاناً(69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(70) سورة الفرقان
لا أعظم من هذه الذنوب ، شِركٌ وقتلٌ وزنىً ، والله يعِدُ الناسَ بالمغفرة ،
توبوا من الشركِ واستغفروا الله يغفر لكم ولو قتلتم وزنيتم ، فمن تاب إلى
الله تاب الله عليه.
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا عارم حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا
غيلان عن شهر بن حوشب عن معد يكرب عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم
يرويه عن ربه:
-قال ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ابن آدم إن
تلقني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة بعد أن لا تشرك بي شيئا ابن
آدم إنك إن تذنب حتى يبلغ ذنبك عنان السماء ثم تستغفرني أغفر لك ولا أبالي.
رواه الإمام أحمد.
فرحمة الله أكثر من أي يسعها البشر أو يفهمها العقل البشري ، رحمة الله تسع
السموات والأرض ، رحمة الله للمؤمنين والعُصاة لو تابوا ومن لم يَتُب
أمرهُ إلى الله لو شاء عذَّبَهُ أو غفر له ، كما يشاءُ لا مُعقِبَ لحكمه
وهو الحكيم العليم ،
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا معتمر قال سمعت أيوب قال وحدثنا محمد
بن عبد الرحمن الطفاوي قال حدثنا أيوب المعني عن حميد بن هلال عن أبي بردة
عن رجل من المهاجرين يقــول:-
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة أو أكثر من مائة مرة. رواه أحمد
سبحان الله !! رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي غُفِر له من ذنبه ما
تقدم وما تأخر ، يستغفر مائة مرة ، فكيف بنا ونحن مُنهَمِكون على المعاصي
!!
ولا تقل يا أخي أنا أفضل من غيري فظنُّكَ أنَّك خيرٌ من فلانٍ هو شرٌّ ،
لأنَّ الله وحده عليمٌ بالسرائر وهو أعلم بمن اتقى ، فلا يتمَنَّنُ أحدٌ
على الله بطاعةٍ ولا يتحجَّجُ بمعصية.
لا يخلو المرؤ من سيئة ولو بالظنِّ السيء ، أو بنظرة إلى امرأة ، أو نظرة
المرأة إلى الرجل الغير مُحرم ، أو غيبة أو الخضوع بالقول ، أو تأخير صلاة ،
أو تأخير ذكر الله وقلة الاستغفار وقلة التفكُّرِ في خلق الله ،
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان بن
أبي زرعة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري قال سمعت عليا كرم
الله وجهه قـــــال:
-كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما
شاء أن ينفعني منه وإذا حدثني غيره أستحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو
بكر وصدق أبو بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد مؤمن
يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر
الله له ثم تلا والذين إذا فعلوا
فاحشة أو ظلموا أنفسهم. رواه أحمد.
قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(52) سورة الزمر
وفي الصحيحين « خ3470 م2766 » عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديث الذي قتل تسعا وتسعين نفسا ثم ندم وسأل عابدا
من عباد بني إسرائيل هل له من توبة فقال لا فقتله وأكمل به مئة ثم سأل
عالما من علمائهم هل له من توبة فقال ومن يحول بينك وبين التوبة ثم أمره
بالذهاب إلى قرية يعبد الله فيها فقصدها فأتاه الموت في أثناء الطريق
فاختصمت ملائكة الرحمة وملائكة العذأب فأمر الله عز وجل
أنيقيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أقرب فهو منها فوجدوه أقرب إلى
ألارض التي هاجر إليها بشبر فقبضته ملائكة الرحمة وذكر أنه نأى بصدره عند
الموت وأن الله تبارك وتعالى أمر البلدة الخيرة أن تقترب وأمر تلك البلدة
أن تتباعد هذا معنى الحديث . من تفسير القرآن العظيم لابن كثير ، لقد دعاء
الله من كفر به وزعم أنَّ له ولدًا ومن أشرك وزنا وسرق وبغى وقتل وأكل
الربا إلى التوبة ..
افلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ؟ ، فالواجب على الإنسان
السرعة بالاستغفار (...وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) من سورة النور آية 31 ، (...وَمَن
لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) من سورة الحجرات آية 11
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا روح حدثنا عمر بن ذر حدثنا أبو
الرصافة رجل من أهل الشام من باهلة أعرابي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
-ما من امرئ مسلم يحضره صلاة مكتوبة فيقوم فيتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي فيحسن
الصلاة إلا غفر الله له بها ما كان بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من
ذنوبه ثم يحضر صلاة مكتوبة فيصلي فيحسن الصلاة إلا غفر له ما بينهما وبين
الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه ثم يحضر صلاة مكتوبة فيصلي فيحسن الصلاة
إلا غفر له ما بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه. رواه الإمام
أحمد
هذه فضيلة لمن تابع بين الصلوات الخمس في جماعة والأفضل في المسجد ، تغفر
الذنوب ما بينها ونرجو على الله أن تغفر كل الذنوب ، والاستغفار لا يدع
كبيرة ولا صغيرة إلَّا غفرها الله .
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة حدثنا غيلان
بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة قال شعبة قلت لغيلان
الأنصاري فقال:
-برأسه أي نعم إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه فغضب فقال
عمر: رضيت أو قال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا قال: ولا أعلمه إلا قد
قال: وبمحمد رسولا وبيعتنا بيعة قال: فقام عمر أو رجل آخر فقال: يا رسول
الله رجل صام الأبد قال: لا صام ولا أفطر أو ما صام وما أفطر قال: صوم
يومين وإفطار يوم قال: ومن يطيق ذلك قال: إفطار يومين وصوم يوم قال: ليت
الله عز وجل قوانا لذلك قال: صوم يوم وإفطار يوم قال: ذاك صوم أخي داود
قال: صوم الإثنين والخميس قال: ذاك يوم ولدت فيه وأنزل عليَّ فيه قال: صوم
ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان إلى رمضان صوم الدهر وإفطاره قال: صوم يوم
عرفة قال: يكفر السنة الماضية والباقية قال: صوم يوم عاشوراء قال: يكفر
السنة الماضية. رواه الإمام أحمد.
هذه من فضيلة الصوم لغفران الذنوب ، فيوم عاشوراء يكفر السنة الماضية ،
ويوم عرفة يكفِّرُ السنة الماضية والسنة التالية (اللاحقة) ، ورمضان لرمضان
كفَّارةٌ للذنوب ، ما اجتنبت الكبائر .
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
-الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة والعمرتان تكفران ما بينهما من الذنوب.
رواه الإمام أحمد
انظُر رحمك الله هذا جزاء الحج لمن جمع مالًا وجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ابتغاء حجَّ بيتِ الله الحرام.
والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما.
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة
عن عثمان البتي عن نعيم قال عفان في حديثه ابن أبي هند عن حذيفة قال:-
أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال: من قال لا إله إلا الله قال
حسن ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله
ختم له بها دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل
الجنة. رواه أحمد
وهذا دعوةٌ من الرسول الكريم إلى ابتغاء الأجر في كل الأعمال بدءًا
بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ثم الصلاة ثم الصدقة ،
وهذه نيَّةُ المؤمنِ وهي تُدْخِلُهُ الجنَّة ، فسبحان الله الكريم الحليم
العظيم الذي يختم للمؤمنين بنيَّتِهِم الحسنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه العبد الفقير لله غفر الله ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات.
محمد بن جهاد بن أحمد
المُوقِنُ بالله وخادم الإسلام
الحمد لله فاطر السموات والأرض العليم الخبير له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
والصلاة على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد..
حكيمٌ الله في تدبيره ، خبيرٌ بأفعال عباده ، سميع بصير لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء..
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى بن إسحاق أنبأنا أبان بن يزيد
وحدثنا عفان قال: أنبأنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام
عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان قال عفان: وسبحان الله والله
أكبر ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء قال عفان: وسبحان
الله والله أكبر ولا إله إلا الله وقال عفان: ما بين السموات والأرض
والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة عليك أو لك كل الناس
يغدو فبائع نفسه فموبقها أو معتقها.
رواه الإمام أحمد
استغفار الله الواحد القهار
شرع الله الاستغفار لأنَّ العبدَ كُلُّه ذنوب ، من أوَّلِهِ إلى آخره فمنذ
قليلٍ كنت في لهوٍ وبعده لابُد من غفلة ولابُد من غيبة ونميمة وكذب
واستهزاء بالناس ، وعبوس في وجه أحدهم ، وازدراء ، وقد تلجأ إلى كبيرة
كالسرقة والزنا والقتل والعياذ بالله وغيرها.
قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً(10)
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً(12)
سورة نوح.
استغفروا الله من ذنوبكم يغفر لكم ويرسل عليكم الامطار الغزيرة ويُنبت لكم
الأشجار والثمار ، ويمدِدكُم بأموالٍ ويزدها ويُبارِك فيها ويُوَرِّثُكم
الأولاد والبنات الذين تتمنون ، وكُلُّ هذا بالاستغفار فالَكُم تُعرضون عن
العزيز الغفَّار ؟
قال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَ
هاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً(68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ
مُهَاناً(69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ
حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً(70) سورة الفرقان
لا أعظم من هذه الذنوب ، شِركٌ وقتلٌ وزنىً ، والله يعِدُ الناسَ بالمغفرة ،
توبوا من الشركِ واستغفروا الله يغفر لكم ولو قتلتم وزنيتم ، فمن تاب إلى
الله تاب الله عليه.
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا عارم حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا
غيلان عن شهر بن حوشب عن معد يكرب عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم
يرويه عن ربه:
-قال ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ابن آدم إن
تلقني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة بعد أن لا تشرك بي شيئا ابن
آدم إنك إن تذنب حتى يبلغ ذنبك عنان السماء ثم تستغفرني أغفر لك ولا أبالي.
رواه الإمام أحمد.
فرحمة الله أكثر من أي يسعها البشر أو يفهمها العقل البشري ، رحمة الله تسع
السموات والأرض ، رحمة الله للمؤمنين والعُصاة لو تابوا ومن لم يَتُب
أمرهُ إلى الله لو شاء عذَّبَهُ أو غفر له ، كما يشاءُ لا مُعقِبَ لحكمه
وهو الحكيم العليم ،
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا معتمر قال سمعت أيوب قال وحدثنا محمد
بن عبد الرحمن الطفاوي قال حدثنا أيوب المعني عن حميد بن هلال عن أبي بردة
عن رجل من المهاجرين يقــول:-
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة أو أكثر من مائة مرة. رواه أحمد
سبحان الله !! رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي غُفِر له من ذنبه ما
تقدم وما تأخر ، يستغفر مائة مرة ، فكيف بنا ونحن مُنهَمِكون على المعاصي
!!
ولا تقل يا أخي أنا أفضل من غيري فظنُّكَ أنَّك خيرٌ من فلانٍ هو شرٌّ ،
لأنَّ الله وحده عليمٌ بالسرائر وهو أعلم بمن اتقى ، فلا يتمَنَّنُ أحدٌ
على الله بطاعةٍ ولا يتحجَّجُ بمعصية.
لا يخلو المرؤ من سيئة ولو بالظنِّ السيء ، أو بنظرة إلى امرأة ، أو نظرة
المرأة إلى الرجل الغير مُحرم ، أو غيبة أو الخضوع بالقول ، أو تأخير صلاة ،
أو تأخير ذكر الله وقلة الاستغفار وقلة التفكُّرِ في خلق الله ،
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان بن
أبي زرعة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري قال سمعت عليا كرم
الله وجهه قـــــال:
-كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما
شاء أن ينفعني منه وإذا حدثني غيره أستحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو
بكر وصدق أبو بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد مؤمن
يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر
الله له ثم تلا والذين إذا فعلوا
فاحشة أو ظلموا أنفسهم. رواه أحمد.
قال تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(52) سورة الزمر
وفي الصحيحين « خ3470 م2766 » عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديث الذي قتل تسعا وتسعين نفسا ثم ندم وسأل عابدا
من عباد بني إسرائيل هل له من توبة فقال لا فقتله وأكمل به مئة ثم سأل
عالما من علمائهم هل له من توبة فقال ومن يحول بينك وبين التوبة ثم أمره
بالذهاب إلى قرية يعبد الله فيها فقصدها فأتاه الموت في أثناء الطريق
فاختصمت ملائكة الرحمة وملائكة العذأب فأمر الله عز وجل
أنيقيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أقرب فهو منها فوجدوه أقرب إلى
ألارض التي هاجر إليها بشبر فقبضته ملائكة الرحمة وذكر أنه نأى بصدره عند
الموت وأن الله تبارك وتعالى أمر البلدة الخيرة أن تقترب وأمر تلك البلدة
أن تتباعد هذا معنى الحديث . من تفسير القرآن العظيم لابن كثير ، لقد دعاء
الله من كفر به وزعم أنَّ له ولدًا ومن أشرك وزنا وسرق وبغى وقتل وأكل
الربا إلى التوبة ..
افلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ؟ ، فالواجب على الإنسان
السرعة بالاستغفار (...وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) من سورة النور آية 31 ، (...وَمَن
لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) من سورة الحجرات آية 11
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا روح حدثنا عمر بن ذر حدثنا أبو
الرصافة رجل من أهل الشام من باهلة أعرابي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
-ما من امرئ مسلم يحضره صلاة مكتوبة فيقوم فيتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي فيحسن
الصلاة إلا غفر الله له بها ما كان بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من
ذنوبه ثم يحضر صلاة مكتوبة فيصلي فيحسن الصلاة إلا غفر له ما بينهما وبين
الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه ثم يحضر صلاة مكتوبة فيصلي فيحسن الصلاة
إلا غفر له ما بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه. رواه الإمام
أحمد
هذه فضيلة لمن تابع بين الصلوات الخمس في جماعة والأفضل في المسجد ، تغفر
الذنوب ما بينها ونرجو على الله أن تغفر كل الذنوب ، والاستغفار لا يدع
كبيرة ولا صغيرة إلَّا غفرها الله .
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة حدثنا غيلان
بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة قال شعبة قلت لغيلان
الأنصاري فقال:
-برأسه أي نعم إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه فغضب فقال
عمر: رضيت أو قال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا قال: ولا أعلمه إلا قد
قال: وبمحمد رسولا وبيعتنا بيعة قال: فقام عمر أو رجل آخر فقال: يا رسول
الله رجل صام الأبد قال: لا صام ولا أفطر أو ما صام وما أفطر قال: صوم
يومين وإفطار يوم قال: ومن يطيق ذلك قال: إفطار يومين وصوم يوم قال: ليت
الله عز وجل قوانا لذلك قال: صوم يوم وإفطار يوم قال: ذاك صوم أخي داود
قال: صوم الإثنين والخميس قال: ذاك يوم ولدت فيه وأنزل عليَّ فيه قال: صوم
ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان إلى رمضان صوم الدهر وإفطاره قال: صوم يوم
عرفة قال: يكفر السنة الماضية والباقية قال: صوم يوم عاشوراء قال: يكفر
السنة الماضية. رواه الإمام أحمد.
هذه من فضيلة الصوم لغفران الذنوب ، فيوم عاشوراء يكفر السنة الماضية ،
ويوم عرفة يكفِّرُ السنة الماضية والسنة التالية (اللاحقة) ، ورمضان لرمضان
كفَّارةٌ للذنوب ، ما اجتنبت الكبائر .
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
-الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة والعمرتان تكفران ما بينهما من الذنوب.
رواه الإمام أحمد
انظُر رحمك الله هذا جزاء الحج لمن جمع مالًا وجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ابتغاء حجَّ بيتِ الله الحرام.
والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما.
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن وعفان قالا: حدثنا حماد بن سلمة
عن عثمان البتي عن نعيم قال عفان في حديثه ابن أبي هند عن حذيفة قال:-
أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال: من قال لا إله إلا الله قال
حسن ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله
ختم له بها دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل
الجنة. رواه أحمد
وهذا دعوةٌ من الرسول الكريم إلى ابتغاء الأجر في كل الأعمال بدءًا
بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، ثم الصلاة ثم الصدقة ،
وهذه نيَّةُ المؤمنِ وهي تُدْخِلُهُ الجنَّة ، فسبحان الله الكريم الحليم
العظيم الذي يختم للمؤمنين بنيَّتِهِم الحسنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه العبد الفقير لله غفر الله ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات.
محمد بن جهاد بن أحمد
المُوقِنُ بالله وخادم الإسلام