Ỷðŭţήيوليو 29th 2011, 9:09 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، عليم خبير سميع بصير ،
والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
تسليما كثيرا .. أما بعد...
آية من آيات الله
آياتُ الله في الآفاق كثيرة منها الكونُ وفيه السموات والأرض وقبلَهُما
العرشُ والكُرسِيُّ والقلمُ واللوح المحفوظُ ، وخلقُ الإنسانُ وتنزيلُ
القرآنِ والأشجارُ والبحارُ والجبالُ والحيواناتُ والنباتاتُ ورزقُ السمع
الأبصار ، واختلاف الليل والنهار ،
والبرق والرعد والأمطار ، والسراء والضراء واختلاف الألوان ، وتاستودعكم اللهُنِ
الناس في الغنى والفقر والصحة والمرض والقوة والضعف والموت والحياة ،
والأجسام والطولِ والقُصْرِ ، وبُعْدُ البُلدان عن بعضها واختلاف الألسنة
والألوان بين الناس واللغات والجهات والجنسيات والفئات والرغبات .
سبحان الله الخالق الرازق القادر القاهر العظيم الحكيم العليم الخبير السميع البصير.
(وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ) سورة الأنعام آية 4
ذكرها الله ، بعد حمدِهِ لنفسه ، وذكره أنَّهُ خلق السموات والأرض وجعل
الظلمات والنور ، فالظلماتُ في الكونِ أكثر من النور فلذلك جمعها وأفرد
النور لِقَلَّتِهِ ، قال الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير ((وجعل الظلمات
والنور منفعة لعباده في ليلهم ونهارهم فجمع لفظ الظلمات ووحد لفظ النور
لكونه أشرف كقوله تعالى « عن اليمين والشمائل » ))
ولا نورَ إلَّا نورُ الله في الآخرة تُشرِقُ له السماوات والأرض ، أمَّا
في الدنيا فالنورُ نورُ الله في هداية المؤمنين ، ونورُ الشمسِ ليُنير
الأرض ، أي مهما جاءت المشركين من آيات فهم لا يؤمنون فلم يؤمنوا لا بالله
ولا برسوله ولا بالقرآن العظيم ، ولم يعقلوا بأنَّ خالِقَهُم قادرٌ على
إنزالِ آياتٍ وأن يبعثهم بعد الموت.
وكذلك أعطاهم سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فيلم يهتدوا بها إلى الخالق لأنَّهُم في الظلمات ، ظلماتِ الكفر والضلال.
ثم عطف على ذكر خلق الإنسان من طينٍ وتأخيره إلى أجلٍ مسمى ، كما أنَّ
الإنسان يتقلَّبُ في مراحل الخلق ، نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظامٌ ثم
يكسوها الله لحمًا ، كما خلقُ الإنسانِ من ترابٍ ثم طينٍ مخلوطٍ بماءٍ ثم
طينٍ لازبٍ ثم صلصال ثم حمأٍ مسنون ثُم الأجل المسمى قيلَ الموتُ وقيلَ
العُمُرُ وهُما بمعنى واحد فعمر الإنسان آخره موته.
(وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا
عَنْهَا مُعْرِضِينَ) سورة يس آية 46 وهُنا ذكر الآية بعد تعديد نِعِمَ
الله كالأنعام والفلكِ الذي يركبونهُ في البِحار ، وقبلها تسخير الشمس
والقمر منافِعُ الشمسِ للناس في النهار نورًا وحرارةً ودِفئًا وإنضاجًا
للثمراتِ ، ووقتًا للعمل.
وأمَّا الليل فاللراحة والنومِ والسكنِ.
فهذه كُلُّها آيةٌ مِن آياتِ الله ، وآياتُ الله جميعها لا يُحصيها إلَّا
الله قال تعالى (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ
اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة النحل آية 19
مع أنَّ الشمس والقمر مخلوقات عظيمان لكنْ لا يرقيانِ إلى صفة الإله عز وجل.
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فأطال القراءة ثم ركع فأطال
الركوع ثم رفع رأسه فأطال القراءة وهي دون قراءته الأولى ثم ركع فأطال
الركوع وهو دون ركوعه الأول ثم رفع رأسه فسجد سجدتين ثم قام فصنع في الركعة
الثانية مثل ذلك ثم انصرف فقال:
-إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات
الله عز وجل فإذا رأيتم ذلك فافزعوا للصلاة. رواه الإمام أحمد
وذكر الله ورسوله الآيات في القرآن بمعنى آيات القرآن الكريم التي نزلت على
رسوله ، ويشهد لها الحديث حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن
فضيل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم:
-أنهم كانوا يقترؤون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فلا يأخذون
في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا: فعلمنا العلم
والعمل.
رواه أحمد
وأيضًا حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة:
-أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما ويجلس بين الخطبتين ويتلو آيات من القرآن وكانت خطبته قصدا وصلاته قصدا.
رواه أحمد
والمسلم الحقُّ ينقادُ إلى آيات الله ويُؤمِنُ بها ، ويعلم أنَّ الحكيم
العليم يُرسل بالآيات لهداية الناس وتذكيرهم وتبشيرهم وإنذارِهم وتخويفهم
فينقسمُ الناسُ إلى فريقينِ مؤمنون فهُم في الجنة ، وكافرون فَهُم في
السعير.
هذا ما جمعناه بفضل الله وحده ، ونعوذ بالله من سيئاتِنا وشرور أعمالنا ومن النقص ، ونسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
محمد بن جهاد أبو شقرة _ الموقن بالله وخادم الإسلام
يوم الثلاثاء 26/7/2011.
الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، عليم خبير سميع بصير ،
والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
تسليما كثيرا .. أما بعد...
آية من آيات الله
آياتُ الله في الآفاق كثيرة منها الكونُ وفيه السموات والأرض وقبلَهُما
العرشُ والكُرسِيُّ والقلمُ واللوح المحفوظُ ، وخلقُ الإنسانُ وتنزيلُ
القرآنِ والأشجارُ والبحارُ والجبالُ والحيواناتُ والنباتاتُ ورزقُ السمع
الأبصار ، واختلاف الليل والنهار ،
والبرق والرعد والأمطار ، والسراء والضراء واختلاف الألوان ، وتاستودعكم اللهُنِ
الناس في الغنى والفقر والصحة والمرض والقوة والضعف والموت والحياة ،
والأجسام والطولِ والقُصْرِ ، وبُعْدُ البُلدان عن بعضها واختلاف الألسنة
والألوان بين الناس واللغات والجهات والجنسيات والفئات والرغبات .
سبحان الله الخالق الرازق القادر القاهر العظيم الحكيم العليم الخبير السميع البصير.
(وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ) سورة الأنعام آية 4
ذكرها الله ، بعد حمدِهِ لنفسه ، وذكره أنَّهُ خلق السموات والأرض وجعل
الظلمات والنور ، فالظلماتُ في الكونِ أكثر من النور فلذلك جمعها وأفرد
النور لِقَلَّتِهِ ، قال الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير ((وجعل الظلمات
والنور منفعة لعباده في ليلهم ونهارهم فجمع لفظ الظلمات ووحد لفظ النور
لكونه أشرف كقوله تعالى « عن اليمين والشمائل » ))
ولا نورَ إلَّا نورُ الله في الآخرة تُشرِقُ له السماوات والأرض ، أمَّا
في الدنيا فالنورُ نورُ الله في هداية المؤمنين ، ونورُ الشمسِ ليُنير
الأرض ، أي مهما جاءت المشركين من آيات فهم لا يؤمنون فلم يؤمنوا لا بالله
ولا برسوله ولا بالقرآن العظيم ، ولم يعقلوا بأنَّ خالِقَهُم قادرٌ على
إنزالِ آياتٍ وأن يبعثهم بعد الموت.
وكذلك أعطاهم سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فيلم يهتدوا بها إلى الخالق لأنَّهُم في الظلمات ، ظلماتِ الكفر والضلال.
ثم عطف على ذكر خلق الإنسان من طينٍ وتأخيره إلى أجلٍ مسمى ، كما أنَّ
الإنسان يتقلَّبُ في مراحل الخلق ، نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظامٌ ثم
يكسوها الله لحمًا ، كما خلقُ الإنسانِ من ترابٍ ثم طينٍ مخلوطٍ بماءٍ ثم
طينٍ لازبٍ ثم صلصال ثم حمأٍ مسنون ثُم الأجل المسمى قيلَ الموتُ وقيلَ
العُمُرُ وهُما بمعنى واحد فعمر الإنسان آخره موته.
(وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا
عَنْهَا مُعْرِضِينَ) سورة يس آية 46 وهُنا ذكر الآية بعد تعديد نِعِمَ
الله كالأنعام والفلكِ الذي يركبونهُ في البِحار ، وقبلها تسخير الشمس
والقمر منافِعُ الشمسِ للناس في النهار نورًا وحرارةً ودِفئًا وإنضاجًا
للثمراتِ ، ووقتًا للعمل.
وأمَّا الليل فاللراحة والنومِ والسكنِ.
فهذه كُلُّها آيةٌ مِن آياتِ الله ، وآياتُ الله جميعها لا يُحصيها إلَّا
الله قال تعالى (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ
اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة النحل آية 19
مع أنَّ الشمس والقمر مخلوقات عظيمان لكنْ لا يرقيانِ إلى صفة الإله عز وجل.
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فأطال القراءة ثم ركع فأطال
الركوع ثم رفع رأسه فأطال القراءة وهي دون قراءته الأولى ثم ركع فأطال
الركوع وهو دون ركوعه الأول ثم رفع رأسه فسجد سجدتين ثم قام فصنع في الركعة
الثانية مثل ذلك ثم انصرف فقال:
-إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات
الله عز وجل فإذا رأيتم ذلك فافزعوا للصلاة. رواه الإمام أحمد
وذكر الله ورسوله الآيات في القرآن بمعنى آيات القرآن الكريم التي نزلت على
رسوله ، ويشهد لها الحديث حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن
فضيل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم:
-أنهم كانوا يقترؤون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فلا يأخذون
في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا: فعلمنا العلم
والعمل.
رواه أحمد
وأيضًا حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة:
-أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما ويجلس بين الخطبتين ويتلو آيات من القرآن وكانت خطبته قصدا وصلاته قصدا.
رواه أحمد
والمسلم الحقُّ ينقادُ إلى آيات الله ويُؤمِنُ بها ، ويعلم أنَّ الحكيم
العليم يُرسل بالآيات لهداية الناس وتذكيرهم وتبشيرهم وإنذارِهم وتخويفهم
فينقسمُ الناسُ إلى فريقينِ مؤمنون فهُم في الجنة ، وكافرون فَهُم في
السعير.
هذا ما جمعناه بفضل الله وحده ، ونعوذ بالله من سيئاتِنا وشرور أعمالنا ومن النقص ، ونسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
محمد بن جهاد أبو شقرة _ الموقن بالله وخادم الإسلام
يوم الثلاثاء 26/7/2011.