إبن الجزائرمارس 4th 2014, 6:01 am
ان التدريس يشكل مجموعة نظريات وحقائق تتحول الى مهارات وخبرات من خلال التدريب وتطبق بأتخاذ سلسلة من القرارات وبأيجاز طرائق عديدة تساعد الطالب على التعلم والنمو او التعميم ورسم التجارب التربوية التي تنمي مهاراته ومفاهيمه وتمكن من التمتع بتجارب التعلم والنشاط او الموضوع الذي درسه .
ويعد التدريس عملية مخطط لها بشكل منتظم مرتبطة بأهداف وتستند الى اسس نظرية متفاعله لتحقيق التطور والتكامل للعملية التربوية ن والغرض منه هو توصيل المعارف والعلوم المتنوعة والمختلفة من المدرس الى الطالب ،وينبغي ان يتذكر المدرس ان هنالك عدداً غير محدد من المتغيرات التي تعمل في المواقف التدريسية لذا وجب على عليه الصبر والتحمل والمثابرة والتكيف معها والاستعداد لمواجهتها .
لان التدريس الجيد مرتبط بالطلاب وما يقومون به من تطبيق واستجابة لما طرح من المدرس ولهذا وجب عليه الانسجام والتعايش مع طلبته من اجل اداء رسالته بكفاءة وأمانة .
ان فن التدريس ليس مجرد عمل او وظيفة بل هو تعميم مشروع ضخم متشعب الجوانب له مرتكزات واضحة لاتصاله بصورة مباشرة بمستقبل اولئك الذين تشجعهم على التعليم وتربيهم منذ الصغر ليصبحوا شباب المستقبل (هربرت كول ).
اما ان يكون التدريس فن مكتسب فهو يجب ان يستند الى فهم الطالب ومعرفة ظروفه ومستوى تفكيره ودراسة طباعة التعرف على ميوله ورغباته هذا بالاضافة الى العناية بالتربية الاخلاقية ، وتحسين الحياة في المجتمع عن طريق توجيه الطلبة لخدمة مجتمعهم .
اما بالنسبة للمدرس فعليه ان ينظر الى نفسه بأنه معلم ومتعلم فالخبرات التي يأتي بها الطلبة تعرفه مافي المحيط الذي يعيش فيه من امكانات وتراث اجتماعي ،ولهذا فان ممارسته الفعلية للمهنة تجعله متعلماً مقتبساً لكل معلومة جيدة لان المدرس الذي لايحاول الاقتباس من المحيط او من خبرات طلبته هو مدرس جامد يبفى طيلة مدة خدمته يلقن طلبته نفس المعلومات ويردد لهم نفس الفكر والعبارات ،وان تعقد الحياة وتنوع مطالبها يجعل هذا النوع من المعلمين الجامدين خطراً على مهنة العليم التي تتطلب التجديد والتبديل حسب الظروف والاحوال المتغيرة .
ان السعادة والراحة النفسية ممكن ان يشعر بها هؤلاء الذين يحبون عملهم وان الاسباب التي تدفع الانسان للعمل هي لممارسة عمل او مهنة معينة ولان التدريس مهنة وكل مهنة يتم اختيارها بشكل صحيح بالاعتماد على المصادر الاساسية الاتية :
1- تأثير الشخص بمهنة عائلته.
2- رغبة بالعمل بالعمل تحت تأثير نموه ورغبته في مساواة الاخرين .
3- وقد لايحالف الحظ الشخص في اختيار المهنة التي يرغب بها وهذا مايحدث نتيجة الصدفة او الظروف الغير الملائمة الا ان هذه المصادفة قد لاتظهر في انواع كثيرة في المهن ومنها التدريس والتي اثبتت البحوث والدراسات من أن بعض المدرسين كانت امكاناتهم بتدريس اختصاصاتهم ضعيفة ولم تحقق الاغراض المطلوبة ،لان اختيارهم لهذه المهنة لم يكن بمحض ارادة الكثير منهم .
وفي هذه الايام نسمع تعليقات كثيرة حول وجود ازمة بالتعليم وأحد العوامل الرئيسة في هذه الازمة ، ان عدداً كبيراً من المدرسين لم يعدوا الاعداد اللازم للمهنة بالرغم من بذل محاولات عديدة لتحسين وسائل التدريب والاعداد لغرض النهوض بمؤهلاتهم الا ان الازمة ما زالت موجودة لذا ينبغي بذل جهود استثنائية من اجل وضع المناهج الملائمة واختيار العناصر الكفوءة للنهوض بمستوى هذه المهنة ومقوماتها .
ان عملية التدريس علم له مقومات واسس يعتمد عليها في التطبيق نظرياً وعملياً وهما الموهبة الفطرية او الطبيعية والقدرة على التعلم او الالمام بالمادة العلمية ، وهذه المقومات هي اساس نجاح عملية التدريس .
اما بالنسبة للمبادئ الاساسية التي يجب ان يتصف بها المدرس فهي احتواؤه لذاته ولمهنته وللمتعلم وبناء علاقات طبية معه وهذه تعتبر من المقومات الشخصية التي يجب ان يتحلى بها كل مدرس ، هذا بالاضافة الى التمكن من المادة وسلامة الاعداد للدرس وتوصيل المعلومات للطلبة بعد دراسة خصائصهم وتتضمن مهارات التدريس ثلاث عمليات رئيسة هي التخطيط والتنفيذ والتقويم ويتطلب من المدرس عند انجاز كل منها ان يجيد القيام بها ، فعملية التخطيط تتطلب منه تحديد خصائص المتعلمين ومعرفة احتياجاتهم ومعرفة احتياجاتهم وقدراتهم كي يكون قادراً على صياغة اهداف التعليم وتحليل محتوى المادة الدراسية وتحديد افضل نتاج لتقديمها ولهذا وجب على المدرس اتباع المراحل الاتية اثناء تخطيطه للدرس :
1- الربط بين الخبرات المعرفية السابقة والحالية ومعرفة الاشياء المطلوب من الطلبة القيام بها اثناء وبعد الانتهاء من الدرس بحيث يستطيعون القيام بها .
2- استكشاف الطلبة للمفاهيم المطروحة ومحاولة تطوير مفرداتها.
3- منح الطلبة الفرصة لابداء ارائهم وتوضيحاتهم حول المفاهيم المطروحة .
4- منح الطلبة الفرصة للتوسع في مداركهم ومفاهيمهم.
5- تقويم ماتعلمه الطلبة.
اما التنفيذ فيسعى المدرس الى اتخاذ ماخطط له ، اثناء تفاعله مع الطلبة ويتوقف نجاحه على اجادة مجموعة من عرض المهارات الفنية المتخصصة مثل مهارات عرض الدرس وتنصيف الاسئلة وصياغتها وتوجيهها واثارة الدافعية عند الطلبة وتعزيز استجاباتهم واجادة ادارة الصف الدراسي وكيفية تكوين علاقات انسانية طيبة مع طلبته وبما ان التقويم هو احد عناصر التدريس ولكونه عملية مستمرة تحاول التوصل الى جوهر المشكلة ، لهذا وجب على المدريسن جمع المعلومات المدرسية عن قدرات الطلاب ومعلوماتهم واتجاهاتهم وذلك لاجل اتخاذ قرارت تستند الى هذه المعلومات وفي الختام اجراء التقويم الشامل الذي يأتي بعد ان تتم عملية التعليم والتعليم بقصد معرفة تحقيق الاهداف التعليمية التي سبق تحديدها.
م / ن