اشكيكم للهمايو 22nd 2011, 7:09 pm
تحضرني هذه الأيام كلمات ذات وزن ثقيل للدكتور عبد المعطي الدالاتي لطالما كنت أتأمل بها وأسأل نفسي ياترى متى يكون هذا اليوم حيث قال فيها :
لن يمحى الظلام عن هذا العالم حتى يقول كل مسلم : أشرقي يا شمس الإسلام من هنا … من عندي أنا..
وفي حاضري اليوم أراها قد وقعت، و ارتقت ثقة المسلم بنفسه و إيمانه بقدرته على التغيير بل صار الفرد المسلم يعي تماماً مقدار طاقته وقوته في تغيير مجريات وأحداث الحاضر لمستقبل مشرق..
والثورات أبرز دليل..
فكما قال الأديب مصطفى صادق الرافعي": " ليس لمصباح الطريق أن يقول إن الطريق مظلم ، وإنما عليه أن يقول ها أنذا مضيء"
عندما يكون كل مسلم يعرف مامعنى الثقة بالنفس و يعرف كيف يكثل هو بذاته عنصر أساسي في تغيير المجتمع ويدرك معنى قول الله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وكيف جعل الله تعالى الفرد حجر أساس في تشييد الصرح الإسلامي العظيم..وقد قال صلى الله عليه وسلم :"المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف " ..
ولا تكتمل الثقة بالنفس إلا باكتمال الثقة بالله تعالى و التسلم لله عز وجل في كل شيء والعلم واليقين ان كل ماسيصيب الإنسان و ما أصابه هو مقدر من الله عز وجل وهو خير له بالتأكيد ، ولا اعتراض على حكم الله تعالى بل إن أعظم الثقة تكون عند المصائب والمحن فقد وردت في قصص القرآن مشاهد مختلفة لثقة العبد بربه عززت قوة العابد الزاهد و رفعت شأنه ومنها قصة سيدنا موسى عليه السلام إذ اجتمع حشد فرعون الطاغية عليه و هموا بقتله وقتل من معه فدب الرعب في صدر من معه فقالوا له : "فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ" فبماذا ياترى أجابهم ؟ قال لهم بقلب مطمئن و ثقة و إيمان نافياً كل المخاوف مسكتاً الجبن في نفوسهم: "كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"..
إنها بشائر النصر قد لاحت في الأفق و أرى شمس النصر باتت أقرب من فجر الصباح، فقد تغيرت مفاهيم كثيرة وتبدلت أحوال عديدة و صار شباب أمتنا أوعى بدينهم أقرب لربهم أحب للجهاد في سبيل الله..
وحتى تكتمل دائرة التغيير والإصلاح في الذات على المسلم أن يبادر في البحث عن جوانب القوة في النفس فيزيدها ، وعن جوانب الإتقان فينميها ، وجوانب الضعف والنقص فيعالجها لتصبح مصدر قوة..
وحتى تتعزز الثقة بالنفس لا بد من النظر بعين الثقة لما وهبك الله تعالى إياه من صفات وأفعال فتسأل الله تعالى أن يستعملك في طاعته وتدعوه وتطلبه في كل وقت وحين فلا نصر ولا تمكين بدون عزة رب العالمين..
ومن المهم جداً للمسلم الذي يبحث عن وسائل تقوية الثقة بنفسه : أن لا يردد كلمات الإحباط ، مثل أنه ليس عنده ثقة بنفسه ، أو أنه لا يكاد يوفق في عمله وهكذا حتى تتم عنده قوة كامنة يستغلها لنصرة دينه..
وكذلك بوضع أهداف محددة في حياته ، ومراجعة نتائجها أولاً بأول لأن الواثق بنفسه يرى أهدافه محققة ، فقد أحسن التخطيط ، ووهبه ربه حسن النتائج .
هنا نقول .. لقد اكتملت شخصية المسلم وما بقي إلا أن يردد بينه وبين نفسه بصوت عال يسمع العالم أنه سيكون هو بحد ذاته مصدراً للنصر، وهو المغير المصلح وهو قائد واثق بخطواته و عمله..
عندها سيقول كل مسلم أنا.. من سيحرر الأقصى..
وسيكون كذلك بإذن الله..