ҚrαnŜĥyيوليو 24th 2011, 6:18 am
بعد 44 سنة على النكسة: فلسطينى يبحث عن أسرة ضابط صاعقة مصرى لتسليم متعلقاته
فى
مثل هذا اليوم من كل عام، يلح حلمه عليه، ويتذكر أنه طوال 44 عاما ظل
عاجزا عن تحقيقه، رغم أنه أبسط بكثير من حلمه الأكبر تحرير فلسطين من عدوها
المغتصب، فما يريده الباحث الأثرى الفلسطينى وليد العقاد لا يزيد على:
زيارة لمدينة المحلة فى مصر والبحث عن أسرة ضابط صاعقة مصرى استشهد دفاعاً
عن أهالى خان يونس.
«الدم
لا يموت».. هكذا قال مبررا طلبه، فالتكريم الذى حاول توفيره للشهيد المصرى
محمد فتحى فرغلى لا يوازى حجم تضحيته من أجل أبناء خان يونس، لذا قرر أن
يسافر إلى المحلة ويبحث عن أسرة الشهيد ليروى لهم بطولاته لهدفين: «ده حق
الشهيد عليا، وعشان أدعو أسرته لزيارة قبر ابنهم فى فلسطين، ولأؤكد أن
عدونا دائما سيظل مشتركاً».
يتذكر
الرجل تفاصيل اليوم وكأنه أمس، ولا يقلل طول المدة التى مرت على الواقعة
من إدراكه لكل تفاصيلها: «ظهر يوم 5 يونيو 1967 كان فرغلى جنديا فى كتيبة
الصاعقة المصرية فى خان يونس، وبدأ العدوان الإسرائيلى على غزة وسيناء،
كانت هناك قوات مصرية فى قطاع غزة، وقتها، تصدت بمعاونة القوات الفلسطينية
للعدوان الإسرائيلى ببسالة غريبة، وعند الظهر دخلت دبابات إسرائيلية إلى
منطقة الكتيبة فى خان يونس، وأطلق عليها هذا الاسم نسبة لكتيبة الصاعقة
المصرية التى كانت موجودة فى هذا المكان، وكنا إلى جوار مسجد العقاد فى وسط
خان يونس، فهاجمت دبابة إسرائيلية المنطقة فاختبأنا ومعنا عدة أسر
فلسطينية فى مخبأ، وتصدى البطل محمد فتحى فرغلى من قوات الصاعقة المصرية
وحده لهجمات الدبابة ورفض توسلات أبى بأن يدخل معنا المخبأ.. بعد دفاع شرس
منه قصفت الدبابة المكان كله فأصيب إصابات بالغة واستشهد، وحاول والدى
إسعافه لكن إصاباته كانت بالغة فتوفى، وكان القصف شديدا جدا فدفناه إلى
جوار شجرة فى المكان نفسه، لكن قبل عامين أرادت البلدية أن تجرى توسعة فى
الشارع، كانت ستطول مكان دفنه، فنقلته إلى مقابر أسرتى إلى جوار مسجد
العقاد وأخذت خوذته وبعض ملابسه وحذاءه المدفونة معه، ووضعتها فى متحف خاص
انتظارا لليوم الذى سأزور فيه مصر وأصل لأسرته لأسلمهم متعلقات ابنهم
البطل».
وفى ركن الشهيد
ضمن المتحف، وضع الرجل شاهدا كبيرا كتب عليه: «هذا ضريح الشهيد البطل
المصرى محمد فتحى فرغلى».. بعد أن فشلت محاولاته مع رؤساء بلدية خان يونس
فى إقامة نصب تذكارى للبطل المصرى.
لا
يملك «العقاد» فى رحلته سوى معلومات ضئيلة لا تتجاوز اسم البطل المصرى،
وكونه من أبناء المحلة، لذا عقد العزم على البحث عنه فى كل بيت وشارع، حتى
يصل إلى أسرته، مشيرا إلى أنه لن يسلمهم كل متعلقات الراحل، بل سيحتفظ
لمتحفه بعدد لا بأس به من متعلقاته - فى إشارة إلى البطولة التى قدمها
الشهيد على الأراضى الفلسطينية، حيث يضم متحف العقاد ما لا يقل عن 30 ألف
قطعة آثار منذ 35 عاما، كان يخبئها فى سرداب تحت الأرض خوفا من سرقات موشى
ديان للآثار الفلسطينية.. وفى انتظار انفراجة فى الأزمة الفلسطينية، تسمح
بظهور أول متحف للآثار وتراث الجهاد العربى الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال
.